• النفط دون 57 دولارا وسط زيادة غير متوقعة للمخزونات الأمريكية

    09/07/2015

    ​فضيحة البورصة تزيد المخاوف بشأن اقتصاد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم
     النفط دون 57 دولارا وسط زيادة غير متوقعة للمخزونات الأمريكية
     

    أظهرت بيانات زيادة غير متوقعة في مخزونات الولايات المتحدة من الخام ومنتجات التكرير.
     
    أسامة سليمان من فيينا
     

    ألقت أزمة البورصة الصينية بظلالها على سوق النفط العالمية وسط مخاوف من تداعيات التلاعب بالبورصة على اقتصاد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
    وهوت أسعار العقود الآجلة للنفط دون 57 دولارا للبرميل أمس بعد أن أظهرت بيانات زيادة غير متوقعة في مخزونات الولايات المتحدة من الخام ومنتجات التكرير.
    وسرعان ما فقدت عقود خام برنت المكاسب التي حققتها أوائل التعامل بفعل توقعات بانخفاض أكبر من المتوقع في المخزونات الأمريكية وإخفاق محادثات إيران في التوصل إلى اتفاق.
    وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أمس أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير زادت جميعا الأسبوع الماضي.
    وووفقا لـ"رويترز"، انخفض سعر مزيج برنت عشرة سنتات إلى 56.75 دولار للبرميل بحلول الساعة 1504 بتوقيت جرينتش بعد أن انخفض في وقت سابق إلى 55.87 دولار. كان برنت قد انخفض إلى 55.10 دولار أمس مسجلا أقل مستوى له منذ نيسان (أبريل).
    ونزل سعر عقود الخام الأمريكي (غرب تكساس الوسيط) الخفيف 60 سنتا إلى 51.73 دولار للبرميل.
    وقال نيناد ستفانوفيتش المختص بوكالة الطاقة الصربية لـ"الاقتصادية" أن أزمة البورصة في الصين أدت إلى زيادة كبيرة في المخاوف على أداء الاقتصاد الصيني بشكل عام، الذي كان قد حقق معدلات نمو جيدة في فترات سابقة. وأشار إلى أن أي مشكلات في اقتصاد الصين سيكون لها تداعيات واسعة على سوق النفط نظرا لأن الصين هي المصدر الرئيسي والأبرز في الطلب على النفط الخام في العالم.
    وقال نيناد ستفانوفيتش إن سوق الأسهم الصينية واجهت أزمة كبيرة، وتعرضت لأول مرة لأكبر موجة خسائر منذ عام 1992، وهو ما هز هذا الكيان الاقتصادي العملاق، وأضعف الثقة فيه. وأضاف إن الحكومة الصينية تصارع الأزمة الاقتصادية الحالية، من أجل إبقاء معدل النمو فوق 7 في المائة خلال العام الحالي، خاصة مع وصول إجمالي الخسائر إلى أكثر من 30 في المائة منذ منتصف الشهر الماضي.
    وأشار المختص في وكالة الطاقة الصربية إلى أن أزمة اليونان أيضا تواجه حالة من التصاعد مع عدم وضوح أي آفاق لمستقبل التفاوض مع والدائنين، وهو ما يعني أن منطقة اليورو ستفقد كثيرا من ثقلها الاقتصادي في الفترة المقبلة، وهي أيضا مكون مهم من مكونات منظومة الطلب العالمي على النفط الخام، لنجد أنفسنا أمام حالة من الأداء الاقتصادي غير الجيد في مراكز ثقل الاقتصاد في العالم.
    من جانبه، اعتبر كارلو جيوردانو المختص بمؤسسة أديسون الايطالية للطاقة الأيام المقبلة بالحاسمة في مفاوضات إيران مع الدول الغربية حول برنامجها النووي. وأضاف أنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق مع حلول الموعد النهائي لمهلة المفاوضات يوم غد الجمعة. وأوضح أن التوصل إلى اتفاق سيعني رفع العقوبات الاقتصادية، وترقب بدء ضخ النفط الإيراني، وهو ما سيؤدي إلى حالة من وفرة المعروض قد تضعف الأسعار ولو بشكل مؤقت.
    وأشار كارلو جيوردانو أن مد أجل المفاوضات مرتين كان أيضا مؤشرا للأسواق على صعوبة التوصل إلى الاتفاق النهائي، وهو ما زاد من المخاوف والترقب في سوق النفط الخام، موضحا أن الإعلان عن الاتفاق النهائي سيكون لصالح سوق النفط والاقتصاد الدولي بشكل عام.
    وذكر جيوردانو أنه ليست العوامل كلها سلبية على سوق النفط، وأن التقارير الأسبوعية من المتوقع أن تكشف عن انخفاض جديد في المخزونات والحفارات، وهو ما قد يمثل نقطة دعم لأسعار النفط خلال الأيام المقبلة.
    من جهته، قال ألكس فولر مدير تنمية الأعمال بمبادرة الطاقة الأوروبية لـ"الاقتصادية" إن سوق النفط الخام تخوض بلا شك مرحلة غير سعيدة حاليا، لكنها لن تطول كثيرا حيث تضافرت فيها عدة عوامل سلبية، في مقدمتها مخاوف خروج اليونان من منطقة اليورو وضعف الطلب في هذه المنطقة الحيوية، إلى جانب الخسائر المتزايدة لسوق الأسهم الصينية.
    وأشار ألكس فولر إلى أن السوق يترقب الآن تقارير المخزونات والحفارات، وأيضا أداء العملة الأمريكية أمام العملات الرئيسية في العالم، مع استمرار حالة هروب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، والتوقف عن المخاطرة في السوق، انتظارا لتجاوز الصين واليونان وإيران الأزمات الراهنة. وأوضح مدير تنمية الأعمال بمبادرة الطاقة الأوروبية أن منطقة اليورو منحت اليونان مهلة حتى الأحد المقبل، لتقديم اقتراحات فعالة للأزمة وإلا سيكون الخروج هو الحل الوحيد لليونان. وأشار إلى أن الأزمة تتصاعد وهي في أعلى مراحل تعقدها، ومن الواضح أن هناك أزمة ثقة بين أطرافها، وأن المرونة والوصول إلى حلول وسط قد تكون المخرج من الأزمة. لكنه رأى أن خروج اليونان نهائيا من المنطقة سيكون ضربة قوية لاقتصاديات منطقة اليورو، وقد يقود إلى خروجات أخرى، وتفكك المنطقة وسيكون للأمر تداعيات واسعة على الاقتصاد الدولي.
    إلى ذلك، سجلت سلة خام أوبك تراجعا سعريا وبلغت 54.23 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 55.76 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس الأربعاء أن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء سجل رابع انخفاض حاد على التوالي، وكانت السلة قد سجلت في بداية تعاملات الشهر 59.79 دولار للبرميل لتفقد قرابة 5 دولارات في أسبوع واحد.
     

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية